رواية رائعة تحاول أن ترسم خطوطاً متعرّجة لتتلمس الحياة الهادئة والمستقرة لشخصياتها المتنقلة بين المخاطر ومهاوي التردي؛ المخاطر التي لا تستطيع أن تتبين منها نقاط الخلاص من براثن الموت، أو الأمل بتلمس حياة جديدة، ربما تسرقها لحظات من التأمل والذكرى والوفاء والخلاص من أسر نفوس تذهب إلى الموت طوعاً، تارة؛ وغصباً تارة أخرى في أجواء من السرد الجميل والتداعيات المتلاحقة التي لا تكاد تستسلم إلى مصير أحد من أبطالها، إلا وتدخل في متاهات مصائر أخرى لا تعرف كيف انوجدت ولا كيف استسلمت إلى مصائر تعود لتذكّرك بما كان، وما ترك لديك أثراً بعد حين، في تسلسل لأحداث الموت السافر في أسبابه، أو غير المنتظر في تسلسل أحداثة، بما يوقعك في تقطيع أنفاس لا تدري كيف اقتحمت عليك استرسالك في تتابع أحداث هذه الرواية الآسرة التي تستحق أن تسمّى رواية الموت من أجل الحياة، بأجيالها التي عليها أن تستمر، بالحب والجهاد، من أجل حياة أفضل، وبالوفاء وحده الذي يحفظ ما راح في ذاكرة من بقي، ومن سيولد.