كانت ألفية ابن مالك، ولا تزال، من أهم المرلفات النحوية وأشهرها وأسيرها في التدريس, وهي في الأساس خلاصة "الكافية الشافية" التي أنشأها ابن مالك في ألفين وسبعمائة وسبعة وخمسين بيتاً من الرجز. وقد انتشر هذا المؤلف انتشاراً كبيراً، وتناوله عدد كبير من العلماء والنحاة بالشرخ والتعليق. وقد تفاوتت هذه الشروح من حيث الأهمية والفائدة وكان هناك إجماع على أن شرح ابن عقيل من أهمها. فهو اليوم يدر في أكثر الجامعات العربية. ولقد فام الأستاذ محمي محيي الدين عبد الحميد، الذي لا ينكر فضله إلا جاحد بتقديم الشرح المذكور إلى القارئ العربي منشوراً في حلة زاهية، ضبط فيه المتن، ووضع له حواشي غنية بتفسير الشواهد وإعرابها جميعاً مع إعراب أبيات الألفية. إلا أن هذا العمل، على فائدته الجليلة، لم يستكمل فيه صاحبه عناصر التحقيق العلمي المعروفة؛ فقد خلا من تخريجالشواهد (من آيات كريمة وأحاديث شريفة وأبيات شعرية)، كما خلا من الفهارس الفنية. ولذلك جئنا بهذا العمل المتواضع، نسد به تلك الثغرات ليكون تتمة مفيدة لما قام به الأستاذ الوقور.