الفراسة هي الاستدلال بالأمور الظاهرة على الأمور الخفية، وما خفي عن حواسنا من صفات معنوية من خلال تكوين الجسم المادي.

ويعد "علم الفراسة " من العلوم الدخيلة التي استمدها العرب من اليونان. لكن موضوعاته عند العرب جاءت أكثر تنوعاً ودقة منه عند اليونان وقد تشوه هذا العلم بما نسب إليه خطأ من طرائق التخمين. فلم تكتف بعض المؤلفات بتبيان الصلة بين الخصائص العقلية والأخلاقية، وشكل أعضاء الجسم، بل توسعت إلى حد إثبات علاقات مستنبطة بين مصير الإنسان وسحنته، والشكل العام لجسمه، وخطوط الكف والأظافر. وللتنجيم في هذا تأثير قوي وفعال. ولم تكن المناهج التنجيمية إلا أغلالاً لعلم الفراسة؛ إذ تعتمد على تأثيرات النجوم على مواضع معينة من البدن. وينظر إلى اليد على الخصوص على أنها ورقة بها تجعيدات من صنع الطبيعة، معينة من البدن، وتصنف فيها القوى الغيبية التي تحدد مصير الإنسان. وعلى هذا فإن المزج بين التنجيم والفراسة جعل البعض يصنفها في قائمة العلوم السحرية التي تنشأ عن الخرافة دون البحث العلمي الرصين. وهكذا اتمست دراسات العصر الوسيط بالخرافات وأخطاء علم النجوم، بعد أن جعلت أبحاث أرسطو وبوليبون وأدامينتوس الفراسة فرعاً من العلوم الطبيعية.