كيف تتشكل الهويات الجماعية وما الذي يجعلها قادرة علالتعبئة بهذه الثقافية؟ هل أن المجتمعات الإفريقية أوالعربية مقدرلها أن تخضع للتسلط السياسي بحكم ثقافتها؟هل أن الإسلام عصي على الحداثة؟ تلك هي بعض الأسئلة التي يدور حولها هذا الكتاب في مواجهة الأحكام المسبقة الثقافوية التي يتقاطع عندها أحياناً الحس العام والحس العالمي،ويقترح الكتاب إعادة نظر نقدية للنقاش حول الهويات في السياسة في ضوء نظرة فرنسية معينة لتنامي الشعور الإتني،وهو إذ يؤيد اعتبار المطالبه الهوية كظاهرةمتجدرة في الحداثة ،فإنه يعالج الموضوع بدون أية فكرة مسبقة، أيجابة كانت أم سلبية ،وفقاً للقواعد الأولية لتحليل علم الأإجتماع.
وهويفرض فكرة الوعي الهوي هوتعبير عن عودة إلى البدائية الطبيعية، فإنه يفترض على العكس منذلك أنها يمكن أن تكون عامل دخول إلى المواطنة وإلى الفضاء العام، أي نمطاً مشروعاً للمشاركة السياسية ، بالإضافة إلى ذلك كيف يمكن الإصرار على النظر إلى العامل الهوي وكأنه مظهر ماضوي وبالٍ،فيما هويندرج بقوة في العولمة؟ أهي مفارقة؟ بالطبع ، إنما في الظاهر فقط،لأن التوجه الشمولي ،بدل أن يذوب التعدد الثقافي في "ثقافة متفوقة " فعنه يزيد من حدته ويشجع بذلك على توتر النزاعات الهوية.ولكن إذا ما كان هنالك طوائفية في السياسة وانكفاء مصحوب بالوف باتجاه المحلي، أليس ذلك في نهاية الطاف لأن العولمة تنحو كذلك باتجاه إنتاج العزل؟ هذا الكتاب مدين كثيراً إلى عمل ميداني امتد في افريقيا لأكثرمن عشرين سنة ولكنه إذا يبرز الواقع الإفرقي ، فإن طموحه في المقارنة يبقى أشمل : من الناحية لاتكون إفريقيا سوى الكاشفة والمضخمة للديناميات الشمولية التي لا تفلت منها حتى بلدان الشمال بهذا المعنى إن إفريقيا تحدثنا كذلك عن نفسها .
